Sabtu, 28 Juni 2014

تفسير آيات الصيام

تفسير آيات الصيام



قال الله - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 183، 184].

يقول الله - تعالى - مخاطبًا المؤمنين من هذه الأمة، وآمرًا لهم بالصيام، وهو الإمساك عن الطعام والشراب والوقاع بنية خالصة لله - عز وجل - لما فيه من زكاة النفوس وطهارتها، وتنقيتها من الأخلاط الرديئة والأخلاق الرذيلة، وذكر أنه كما أوجبه عليهم، فقد أوجبه على من كان قبلهم، فلهم فيهم أسوة، وليجتهد هؤلاء في أداء هذا الفرض أكمل مما فعله أولئك[1].

وقد علَّل فرضيته ببيان فائدته الكبرى وحكمته العليا، وهي أن يُعدَّ الصائم نفسه لتقوى الله، بترك الشهوات المباحة امتثالاً لأمره - تعالى - واحتسابًا للأجر عنده، ليكونَ المؤمنُ من المتقين لله، الممتثلين لأوامره، المجتنبين لنواهيه ومحارمه[2].

ولما ذكَر أنه فرض عليهم الصيامَ أخبر أنها أيامٌ معدوداتٌ؛ أي: قليلة سهلة، ومن سهولتها أنها في شهر معين يشترك فيه جميع المسلمين، ثم سهَّل تسهيلاً آخرَ، فقال: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}، وذلك للمشقة - غالبًا - رخَّص اللهُ لهما في الفطر، ولما كان لا بدَّ من تحصيل العبد لمصلحة الصيام أمَرهما أن يقضياه في أيام أخرَ، إذا زال المرض وانقضى السفر وحصلت الراحة[3].

وقوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}؛ أي: المريض والمسافر لا يصومان في حال المرض والسفر؛ لما في ذلك من المشقة عليهما، بل يفطران ويقضيان بعدة ذلك من أيام أخر.

وأما الصحيح المقيم الذي يطيق الصيامَ، فقد كان مخيرًا بين الصيام وبين الإطعام، إن شاء صام، وإن شاء أفطر وأطعم عن كل يوم مسكينًا، فإن أطعم أكثرَ من مسكين عن كل يوم فهو خير له، وإن صام فهو أفضل من الإطعام قاله ابن مسعود وابن عباس، ولهذا قال تعالى: {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}[4]­.

وقوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: 185].

يخبر الله - تعالى - أن هذا الشهرَ الذي فُرض عليهم صيامُه هو شهر رمضان، ابتداءُ نزول القرآن الكتاب العظيم، الذي أكرم الله به الأمة المحمدية، فجعله دستورًا لهم ونظامًا يتمسكون به في حياتهم، فيه النورُ والهدى والضياءُ، وهو سبيلُ السعادة لمن أراد أن يسلكَ طريقَها، وفيه الفرقان بين الحق والباطل، والهدى والضلال، والحلال والحرام.

وقد أكد البارئ صيامَ هذا الشهر؛ لأنه شهرٌ تنزلُ فيه الرحمة الإلهية على العباد، وأنه تعالى لا يريد بعباده إلا اليسر والسهولة؛ ولذلك فقد أباح للمريض والمسافر الإفطار في أيام رمضان[5]، وأمرهم بالقضاء ليكملوا عدة شهرهم، كما أمر بذكره وتكبيره عند انقضاء عبادته عند تمام شهر رمضان؛ ولهذا قال تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}؛أي: إذا قمتم بما أمركم الله به من طاعته، بأداء فرائضه وترك محارمه وحفظ حدوده، فعليكم أن تكونوا من الشاكرين لله بذلك[6].

ثم قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186].

سبب النزول:روي أن أعرابيًّا قال: يا رسول الله، أقريبٌ ربُّنا فنناجيه، أم بعيدٌ فنناديه؟ فسكت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله هذه الآية[7].

التفسير:يبين تعالى أنه قريب يجيب دعوة الداعين، ويقضي حوائج السائلين، وليس بينه وبين أحد من العباد حجاب، فعليهم أن يتوجهوا إليه وحده بالدعاء والتضرع، حنفاءَ مخلصين له الدين[8].
وفي ذكره - تعالى - هذه الآيةَ الباعثةَ على الدعاء بين أحكام الصيام إرشادٌ إلى الاجتهاد في الدعاء عندَ إكمال العدة، بل وعندَ كلِّ فطر.


فضل الدعاء والحث عليه

قد وردت نصوصٌ كثيرة في الحثِّ على الدعاء، وفضله، والترغيب فيه، نذكر منها ما يلي: 
1- قال الله - تعالى -: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]، فقد أمر الله-  تعالى - بالدعاء وتكفل بالإجابة.
2- وقال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الأعراف:55]. والمعنى: ادعوا الله تذللاً وسرًّا بخشوع وخضوع؛ {إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}؛ أي: لا يحب المعتدين في الدعاء وغيره؛ أي: المتجاوزين للحدِّ في كل الأمور، ومن الاعتداء في الدعاء كونُ العبد يسألُ اللهَ مسائلَ لا تصحُّ له، أو يبالغُ في رفع صوته بالدعاء، وفي "الصحيحين" عن أبي موسى الأشعري قال: رفع الناس أصواتهم بالدعاء، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أيُّها الناس، أربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائبًا، إن الذي تدعون سميع قريب))، الحديث.
3- وقال تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} [النمل: 62]؛ أي: هل يجيب المضطرَّ الذي أقلقته الكروب، وتعسر عليه المطلوب، واضطر للخلاص مما هو فيه إلا الله وحده؟! ومن يكشف السوء – أي: البلاء - والشر والنقمة إلا الله وحده؟!
4- وعن النعمان بن بشير - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((الدعاء هو العبادة))؛ رواه أبو داود والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.
5- وعن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه -:أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة، إلا آتاه إياها أو صرف عنه من السوء مثلها، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم))، فقال رجل من القوم: إذًا؛ نُكْثر، قال: ((الله أكثر))؛ رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح[9].

ثم قال تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [البقرة: 187].

سبب النزول:روى البخاري عن البراء بن عازب أنه قال: كان أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - إذا كان الرجل صائمًا، فحضر الإفطار، فنام قبل أن يفطر، لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي، وأن قيس بن صرمة الأنصاري كان صائمًا، وكان يعمل بالنخيل في النهار، فلما حضر الإفطارُ، أتى امرأته، فقال لها: أعندك طعام؟ قالت له: ولكن أنطلق فأطلب لك، فكان يومَه يعمل فغلبته عيناه فجاءته امرأته، فلما رأته قالت: خيبةً لك، فلما انتصف النهارُ غشي عليه، فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فنزلت هذه الآية: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُم}[البقرة: 187]ففرحوا بها فرحًا شديدًا فنزلت: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْر} [البقرة: 187][10].

التفسير:يقول تعالى ميسرًا على عباده، ومبيحًا لهم التمتع بالنساء في ليالي رمضان، كما أباح لهم الطعام والشراب: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُم}الآية، والرفث: الجماع ودواعيه، وقد كان ذلك من قبل محرمًا عليهم، ولكنه تعالى أباح لهم الطعام والشراب والشهوة الجنسية من الاستمتاع بالنساء، ليظهر فضله عليهم ورحمته بهم، وقد شبه المرأةَ باللباس الذي يستر البدنَ فهي ستر للرجل وسَكَنٌ له، وهو سترٌ لها؛ قال ابن عباس: "معناه: هن سكن لكن وأنتم سكن لهن"، وأباح معاشرتهن إلى طلوع الفجر، ثم استثنى من عموم إباحة المباشرة مباشرتهن وقت الاعتكاف؛ لأنه وقت تبتل وانقطاع للعبادة، ثم ختم تعالى هذه الآيات الكريمة بالتحذير من مخالفة أوامره، وارتكاب المحرمات والمعاصي، التي هي حدودٌ له، وقد بيَّنها لعباده حتى يجتنبوها، ويلتزموا بالتمسك بشريعة الله، ليكونوا من المتقين،[11].



ما يستفاد من آيات الصيام

1- وجوب صيام شهر رمضان على الأمة الإسلامية.
2- وجوب تقوى الله - تعالى - بامتثال أوامره واجتناب نواهيه.
3- إباحة الفطر في رمضان للمريض والمسافر.
4- وجوب القضاء عليهما بعدة ما أفطرا من أيام أخر.
5- في قوله تعالى: {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَدليل على أن من أفطر رمضان لعذر يقضي عدد أيام رمضان كاملاً كان أو ناقصًا، وعلى أنه يجوز أن يقضيَ أيامًا قصيرةً باردة عن أيام طويلة حارة وبالعكس.
6- أنه لا يجب التتابع في قضاء رمضان؛ لأنه قال: {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}، ولم يشترط التتابع؛ أي: سواء كانت متتابعة أو متفرقة، وفي ذلك تيسير على الناس.
7- أن من لا يطيق الصوم لكبر، أو مرض لا يرجى برؤه، فعليه فدية إطعام مسكين لكل يوم.
8- في قوله تعالى: {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}: أن الصوم لمن أبيح له الفطر أفضل ما لم يشقَّ عليه.
9- من فضائلِ رمضان تخصيصُه بإنزال القرآن فيه؛ لهداية العباد وإخراجهم من الظلمات إلى النور.
10- أن المشقة تجلب التيسير؛ ولذا أباح الله الفطر للمريض والمسافر.
11- يُسْر الإسلام وسماحته، حيث إنه لم يكلف أحدًا ما لا يطيق.
12- مشروعية التكبير ليلةَ عيد الفطر: {وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ}، وأن وقته من إكمال العدة، وهو غروب شمس آخر يوم من رمضان.
13- وجوب الشكر لله على نعمه بالتوفيق للصيام والقيام وتلاوة القرآن الكريم، وذلك بطاعته وترك معصيته.
14- الحثُّ على الدعاء؛ لأن الله أمر به وتكفل بالإجابة.
15- قرب الله من داعيه بالإجابة، ومن عابديه بالإثابة.
16- وجوب الاستجابة لله بالإيمان به والانقياد لطاعته، وأن ذلك شرط في إجابة الدعاء.
17- إباحة الأكل والشرب والجماع في ليالي رمضان إلى طلوع الفجر، وتحريمها نهارًا.
18- أن وقت الصيام من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس.
19- مشروعية الاعتكاف في المساجد؛ وهو لزوم المسجد لطاعة الله - تعالى - والتفرغ فيه لعبادته، وأنه لا يصح إلا بمسجد تقام فيه الصلوات الخمس.
20- تحريم مباشرة النساء على المعتكف، وأن الجماع من مفسدات الاعتكاف.
21- وجوب التقيد بأوامر الله ونواهيه وامتثالها؛ {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا}.
22- الحكمة من هذا البيان، وهو حصول التقوى بعد معرفة ما يتقى.
23- أن من أكل شاكًّا في طلوع الفجر صحَّ صومه؛ لأن الأصل بقاء الليل.
24- استحباب السحور، وأنه يستحب تأخيره.
25- أنه يجوز تأخير الغسل للجنب إلى طلوع الفجر.
26- الصوم مدرسة روحية لتهذيب النفس وتعويدها على الصبر[12].


ــــــــــــــــــــ
[1] تفسير ابن كثير، (1/ 313).
[2] تفسير آيات الأحكام للصابوني، (1/ 192).
[3] انظر تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن، لابن سعدي، (ص: 56).
[4] تفسير ابن كثير، (1/214).
[5] تفسير آيات الأحكام للصابوني، (1/ 192).
[6] تفسير ابن كثير، (1/218).
[7] المصدر السابق، (ص: 219).
[8] تفسير ابن كثير، (1/218).
[9] الصحيح المسند من أسباب النزول، (ص: 9).
[10] الصحيح المسند من أسباب النزول، (ص: 9).
[11] تفسير آيات الأحكام للصابوني، (1/ 193).
[12] انظر الإكليل في استنباط التنزيل للسيوطي ص 24 – 28، وتيسير اللطيف المنان لابن سعدي ص56 – 58.

0 komentar:

Posting Komentar